من أبرز جوانب أهمية العقيدة الإسلامية أنها توجه الحياة الروحية والثقافية والاجتماعية للأمة، وتبين حقيقة المبدأ والمصير، وترشد إلى السلوك الأمثل مع الخالق والأكوان والإنسان؛ لذلك تعد اللبِنة الأولى التي ينبغي لطالب العلم أْن يهتم بها، وأن يطلع على أدلتها الصحيحة المستوحاة من مصادرها الأساسيِة ومعينها الأول، وهو القرآن الكريم والسنُة الصحيحة، فهما مصدر عقيدة المسلمين، وأصل الأحكام والتشريعات أيضًا. فالعقيدة الإسلامية بأحقيتها وصفاء أسسها وسلامة أدلتها تؤثّر في النفس تأثيرا عميقا، فالمؤمن الذي يستظل في حياته بظل العقيدة الإسلامية، يبقى قلبه موصولا باِلله تعالى بما يتصف به من علم محيط، وإرادة َشاملة، وقدرة مطلقٍة ونافذة، ورحمة عامة وشاملة، فيحوّل الإيمان ضعفه إلى قوة، وخوفه إلى أمن، وحيرته إلى سكينة وهدى. وقد اشتملت مباحث الكتاب المبادئ الأساسية في عقيدة المسلم مع مقدمات منهجية وتعريفية تبين منزلَة العقيدة وأثرها في النفوس، ومنهج القرآِن في عرضها.
