مما لا شك فيه فإن الشخصية الإسلامية تعد من أعظم الذخائر والتي من خلالها تتمكن الأمة الإسلامية حماية نفسها ووجودها، ذلك أن القيم الأخلاقية التي تتمتع بها الشخصية الإسلامية من شأنها أن تحافظ على كيان الأمة وخلودها في التاريخ الإنساني. إن صالحية الإنسان ينبغي أن تبقى متألقة في طريق البناء الحضاري، فمهما واجه هذه الشخصية من هزات وتصدع ونكبات وهزائم، فإن الإيمان بالله وبكتابه الخالد ُتبقي هذه الشخصية سائرة في طريق الإبداع لتكتشف أسرار الطبيعة، وُتقلل من العناء الإنساني للحصول على الغايات. وما ينبغي قوله إن العقيدة الإسلامية هي محور الشخصية الإسلامية وأساس تكوينها، إذ إنها لعبت دورًا بارزًا في البناء الحضاري، وأضاءت للبشرية - بما في ذلك العالم الغربي - الطريق من قبس الحضارة الإسلامية وعلومها، وما ذاك إلا بفضل الكتاب العزيز، الذي فتح العقول، وأنار القلوب، وأزال الجهل، ونشر الوعي، فحمى الشخصية من الضياع، وزودها بأسباب القوة، وكل ذلك قبل عصر الطباعة والإذاعة.
